المؤسسة المصرية الروسية للثقافة والعلوم
المؤسسة المصرية الروسية للثقافة والعلوم
- ندوات وورش عمل . -تبادل الوفود والزيارات . - تقديم كافة الأنشطة التي تساعد فى التعرف بالدول الأخرى والتي من شأنها تقوية العلاقات الثقافية والاجتماعية -التنظيم والمشاركة فى المؤتمرات والمعارض المحلية والدولية داخل وخارج جمهورية مصر العربية -تبنى مشروعات جمع وتوثيق ونشر التراث الثقافى. -إنشاء مركز دولى للترجمة ونشاطه هو أنشاء قاعدة بيانات للمترجمين والمراجعين اللغوين والترجمات من اللغات المختلفة إلى اللغة العربية والعكس . - إدارة وتشغيل المشروعات التعليمية والأكاديمية والفنية من خلال التعاون مع الهيئات والمؤسسات. -تعليم اللغة العربية والروسية وإدارة المشروعات التعليمية بأسعار رمزية بالتعاون مع الهيئات والجامعات والمؤسسات ذات الصلة بالبلدين . -ترجمة ونشر الكتب والمجلات العلمية والثقافية وإصدارها .
المؤسسة المصرية الروسية للثقافة والعلوم

إصدارات المؤسسة

التقرير الروسي السنوي 2020

التقرير الروسي السنوي

التقرير الروسي السنوي 2020

التقرير السنوي الروسي الأول عام 2020 هو أول جهد بحثي متكامل من إصدارات “المؤسسة المصرية الروسية للثقافة والعلوم” بالتعاون مع مركز “الحوار” للدراسات السياسية والإعلامية وتقدم جمهورية روسيا الاتحادية نموذجًا لدولة كبرى تاريخيًا، فقد كانت روسيا القيصرية واحدة من القوى الكبرى في العالم في مرحلة ما قبل الثورة البلشفية عام 1917، ثم واحدة من القوتين العظمتين في الحقبة السوفيتية خاصة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945، وامتد هذا النظام ثنائي القطبية حتى عام 1992 حينما تفكك الاتحاد السوفيتي. ومنذ عام 2000 تجتهد روسيا لاستعادة مكانتها الدولية وبدأت في اتخاذ طريق الصعود في اتجاه قمة النظام العالمي لتكون واحدة من القوى الكبرى، وربما تكون إحدى القوى العظمى في المستقبل وفقًا لطموحها السياسي واستراتيجياتها العالمية، لتقدم بذلك نموذجًا في كيفية إعادة بناء الدولة، ونموذجا للدولة القوية القادرة على الحفاظ على مكانتها الإقليمية والعالمية، رغم مراحل الضعف ورغم التحديات المختلفة.
وانطلاقًا من أهمية ومكانة الدولة الروسية يقدم مركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية التقرير الاستراتيجي الروسي لعام 2019، ليكون التقرير الاستراتيجي الأول الذي يهتم بالدولة الروسية، ليتناول بالتحليل أهم القضايا التي تنخرط فيها داخليًا وخارجيًا. ويهدف التقرير إلى تقديم خدمة بحثية متميزة للمهتمين بالشأن الروسي؛ آملاً أن يوفر هذا التقرير تغطية بحثية وتحليلية في مواجهة ندرة الكتابات البحثية الرصينة عن هذه الدولة الكبرى المؤثرة، مقارنة بقضايا أخرى ودول أخرى.
ويتبع التقرير منهاجية تحليلية قائمة على رصد أهم قضايا السياسة الروسية داخليًا وخارجيًا خلال عام 2019، من خلال رصد القدرات والمصالح الروسية، ثم استعراض ماهية السياسات الروسية تجاه هذه القضية، ثم التحليل لهذه السياسات، مع تقديم ملمح استشرافي لتطور هذه السياسات خلال عام 2020. وعليه ينقسم التقرير إلى ثلاثة أقسام رئيسية، على النحو التالي:
أولاً: المجال السياسي، وفي هذا القسم يتم التمييز بين المستوى الداخلي والخارجي كمستويات تحليلية للسياسة الروسية، حيث يتم تقديم عدة أوراق تحليلية يركز كل منها على إحدى قضايا السياسات الروسية في المجال السياسي. فعلى المستوى الداخلي، يهتم التقرير بثلاث قضايا رئيسية، وهي: السياسات الروسية في مواجهة الأزمات البيئية الداخلية (الفيضانات والانفجارات) والتي مثلت تحديًا كبيرًا في ظل الأوضاع الاقتصادية الحالية لروسيا. أما القضية الثانية فكانت الانتخابات المحلية الروسية والتي تأتي على طريق تطبيق الديمقراطية بنسختها الروسية، والتي اعتبرتها بعض الاتجاهات ديمقراطية غير حقيقية، كذلك مثلت هذه الانتخابات اختبارًا ضمنيًا للنظام الحالي في روسيا، وهذا الأمر هو محور اهتمام هذه الورقة التحليلية. وأخيرًا، القضية الثالثة تبلور السياسة الروسية خلال عام 2019 من خلال تقديم رؤية تحليلية لخطاب الرئيس فلاديمير بوتين عن حالة الاتحاد الروسي، والذي استعرض فيه رؤية الدولة الروسية لما يواجهها من تحديات، وحدد من خلاله الموقف الروسي من مختلف القضايا ذات الأهمية والأولوية لروسيا.
وعلى المستوى الخارجي، يقدم التقرير الاستراتيجي تحليلاً لعدة قضايا تمثل أهم دوائر اهتمام السياسة الخارجية الروسية خلال عام 2019، وتم ذلك من خلال تحليل السياسات الروسية تجاه الغرب ممثلاً في الولايات المتحدة الأمريكية وفي دول الاتحاد الأوروبي، وهي العلاقات التي تشهد توترًا منذ عام 2014، وتعكس حالة من التشاحن والترصد تحكم هذه العلاقات. كذلك كان للسياسات الروسية تجاه القوى الآسيوية الكبرى ورقة تحليلية منفردة، تم فيها التركيز على العلاقات بين روسيا وكل من الصين واليابان والهند خلال عام 2019، وهي العلاقات التي اتسمت بالاستقرار وغلب عليها التعاون، وتثير الورقة التساؤل حول العوامل الدافعة لهذا النمط من العلاقات التعاونية، وقدرته على الاستمرار. وكان للسياسة الروسية تجاه القضية الكورية اهتمامًا خاصة بورقة تحليلية منفصلة؛ إذ تتداخل فيها العديد من العوامل ما بين المصالح الروسية الأصيلة تجاه كوريا الشمالية، وبين المتغيرات الناتجة عن تطورات السياسة الأمريكية تجاه كوريا الشمالية خلال عام 2019. كذلك اهتم التقرير بالسياسات الروسية تجاه الشرق الأوسط وأفريقيا، من خلال التركيز على ثلاث قضايا تأتي على رأسها السياسة الروسية تجاه سوريا والتي تعد قضية استراتيجية لروسيا، ووفرت لها مدخلاً قويًا مؤثرًا بدرجة واضحة للمنطقة، ومثلت أيضًا ساحة جديدة لروسيا لتحدي الهيمنة الأمريكية. ويرتبط بهذه القضية ورقة تحليلية عن السياسة الروسية تجاه منطقة الخليج والتي شهدت تطورًا خلال عام 2019، كأحد تداعيات الأزمة الإيرانية، ورغم محدودية تأثير روسيا في هذه المنطقة مقارنة بالولايات المتحدة الأمريكية؛ فإن هذا التأثير قابل للزيادة إذا ما استمرت الأزمة اعتمادًا على قوة العلاقات الروسية بإيران. والقضية الثالثة فهي تعكس اتجاهًا جديدًا – وبالأدق متجددًا-للسياسة الروسية تجاه القارة الإفريقية، وقد شهد عام 2019 قمة روسية إفريقية جسدت حجم الاهتمام الروسي بفرص التنمية والاستثمار في القارة الإفريقية اقتصاديًا وسياسيًا أيضًا، وهذا ما تناقشه الورقة المقدمة في هذه القضية.
ثانيًا: المجال الاقتصادي، يعد هذا المجال محركًا أساسيًا لكافة السياسات الروسية سواء ارتباطًا بالطبيعة البراجماتية للنظام الحالي، أو للتحديات الاقتصادية التي تواجهها روسيا. وعليه ينقسم هذا القسم إلى محورين، الأول: يهتم باستعراض القدرات الاقتصادية الروسية، من خلال رصد المؤشرات الحيوية للاقتصاد الروسي، وكذلك المؤشرات النوعية له، مع تقديم قراءة دقيقة لهذه المؤشرات بما يوضح مدى قوة الاقتصاد الروسي خلال العام. أما المحور الثاني: فيتم من خلاله تحليل عدة قضايا أساسية تمثل تحديًا للاقتصاد الروسي من خلال ورقتين تحليليتين حول تأثير العقوبات الاقتصادية على الاقتصاد الروسي، وكذلك تأثير تذبذب أسعار النفط والغاز على الاقتصاد الروسي. ثم يتم تناول ورقتين تحليليتين لأهم أدوات روسيا في مواجهة التحديات السابقة، ويتناولان كل من دور شركات النفط والغاز الروسية في الاقتصاد العالمي وأهم ما تواجهه من مسارات للتعاون وأخرى للتنافس، وكذلك كيفية توظيف روسيا لدبلوماسية الطاقة النووية الروسية للأغراض السلمية من أجل مصالحها الاقتصادية. وأخيرًا يتم تناول رؤية روسيا للاقتصاد العالمي ومؤسساته الجديدة في ورقة تحليلية منفصلة، والتي يتم التأكيد من خلالها أن روسيا تسير في طريق تحدي الهيمنة الأمريكية بأدواتها الاقتصادية كما تتحداها سياسيًا أيضًا.
ثالثًا: المجال الاستراتيجي والأمني، يكتسب هذا المجال خصوصية للحالة الروسية نابعة من اعتبارين، أحدهما يتمثل في تاريخ روسيا كقوة عظمى وريثة للاتحاد السوفيتي فهي تمتلك عسكريًا قدرات قوة عظمى على خلاف القدرات الاقتصادية التي تمثل أضعف عناصر القوة الروسية نسبيًا، أما الاعتبار الآخر فيظهر في قوة الصناعة العسكرية الروسية وتقدمها وانفرادها بالعديد من الأنظمة التسليحية التي وفرت لها مزايا نسبية في العديد من المواقف الدولية، وروسيا تجيد توظيف صناعاتها العسكرية سياسيًا واقتصاديًا بصورة واضحة. ومن هذا المنطلق اهتم هذا المجال بمحورين أساسيين، الأول: يرصد أهم القدرات العسكرية الروسية التقليدية بالأساس، ثم يستعرض أهم القدرات النوعية لروسيا خاصة في مجال الدفاع الجوي والمجال السيبراني. أما المحور الثاني: فيتناول بالتحليل ثلاث قضايا أساسية لم تبدأ في 2019 أو تنتهي فيه، وهذا يعني أن هذه القضايا مستمرة ولذلك قدمت الأوراق التحليلية استشرافًا لمستقبل السياسة الروسية تجاه هذه القضايا. والقضايا التي ركز عليها التقرير هي: العلاقات بين روسيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، والتي شهدت منعطفا خطيرًا خلال عام 2019 متمثلاً في انتهاء اتفاقية حظر نشر الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى (INF) بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية والتي تنسحب تداعياتها على الدول الأوروبية الأعضاء في الحلف، وتعيد معها ملامح الحرب الباردة. وهنا تأتي الورقة الثانية التي تركز على قضية سباق التسلح بين روسيا والولايات المتحدة بالأساس والتي ترتبط بأجواء التشاحن والحرب الباردة كما سبق، لتعكس الورقة ساحات جديدة لهذا السباق خاصة الفضاء السيبراني والفضاء الخارجي. وأخيرًا، تركز الورقة الثالثة على البعد الاستراتيجي في السياسة الروسية تجاه سوريا بعد أن تستعرض الوضع الأمني في سوريا، خاصة مع استمرار الصراع للعام الثامن، وإن كان اتخذ منحى جديد عام 2019 بعد انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية نسبيًا من سوريا، وإخراج تنظيم داعش من آخر معاقله في سوريا(الباغوز)، وكذلك العمليات العسكرية التركية في الشمال السوري، وبالانعكاسات التي خلفتها الأزمة الإيرانية على الوضع الأمني في سوريا، والضربات النوعية التي تقوم بها إسرائيل على الأراضي السورية، وغيرها من المتغيرات التي تثير التساؤلات حول شبكة العلاقات والتحالفات التي تديرها روسيا في سوريا.
وأخيرًا، يقدم التقرير ملفًا خاصًا عن مصر وروسيا، إيمانا بأهمية أن تكون العلاقات بين الدولتين قوية وتعاونية، فالدولتين بينهما العديد من المساحات المشتركة سواء تاريخيًا أو في المرحلة الحالية، ومصر تدرك أهمية أن تكون علاقاتها الخارجية متنوعة بالدول الكبرى، واللحظة مواتية لتنمية العلاقات مع دولة قوية مثل روسيا، فهي تُبدي اهتمامًا قويًا بقضايا المنطقة العربية والقارة الإفريقية، وهذا التوجه يجب استثماره. ومن خلال هذا الملف الخاص يتم رصد العلاقات بين الدولتين خلال عام 2019، وأهم القضايا التي شهدت اهتمامًا وتنسيقا بين الدولتين. كذلك يهتم الملف باستعراض أهم التحديات التي تواجه تنمية العلاقات بين الدولتين، وكذلك الفرص المتاحة لتحقيق مثل هذه التنمية.
نأمل ونحن بصدد إطلاق التقرير الاستراتيجي الروسي الأول أن يوفر معلومات ورؤية تحليلية عن أولويات اهتمام الدولة الروسية خلال عام 2019 لكافة الباحثين والمهتمين بالشأن الروسي، مع تأكيد حرص مركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية على متابعة هذا الشأن في دراساته وفاعلياته المختلفة لأجندته البحثية خلال العام القادم 2020.
ولم يكن لهذا التقرير أن يرى النور لولا الجهد الحثيث الذي قامت به “المؤسسة المصرية الروسية للثقافة والعلوم” في إعداده وطباعته ، ليس هذا فقط بل وفتح الباب لمناقشة ملفاته خلال فعاليات “المؤتمر الدولي الرابع للتواصل الثقافي العربي الروسي” الذي تنظمه المؤسسة بالإسكندرية من 18 – 19 مارس 2020 تحت رئاسة الدكتور “حسين الشافعي” رئيس المؤسسة المصرية الروسية للثقافة والعلوم التي لم تأل جهداً في دعم مسيرة التواصل الثقافي العربي الروسي .

اضف تعليق